جاءت فترة الطفولة المبكرة والشباب للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، المولودة عام 1947، مشحونة بالكثير من اللقطات التي كانت تنبئ عن امرأة مختلفة عن كل نساء أميركا. ولكن أهم ما تتذكره جيدا كلمات الطالب التي هزمها في انتخابات طلابية ووصفها بـ “الغبية” لأنها فتاة وتفكر في أن تصبح رئيسة.
وُلدت هيلاري ديان رودهام يوم 26 أكتوبر بمستشفى ايدج ووتر بولاية شيكاغو، وعاشت في تلك الولاية حتى الثالثة.
ودمها به الكثير من الأصول الويلزية من ناحية، ووالدها الذي كان يدير بعض أعمال النسيج، والأم ربة المنزل التي تعود جذورها إلى ويلز أيضا مع خليط من دماء أخرى فرنسية وكندية وغيرها.
وفي العائلة المتوسطة التي نشأت بها، كانت هيلاري رودهام هي الابنة البكر إلى جانب أخوين أصغر هما: خير وتوني.
ومنذ سنوات دراستها الأولى، برزت في تفوقها العلمي، وتميزها في الأنشطة والعمل العام. وفي فترة صباها، وأثناء دراستها في مدرسة حكومية، أثار خيالها برنامج الفضاء الأميركي، وأرسلت عام 1961 لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تسألهم: “ماذا أفعل كي أصبح رائدة فضاء؟ وكان الرد أن “برنامج الفضاء الأميركي لا يقبل الإناث”.
وتبلورت ميولها السياسة خلال دراستها الثانوية على يد أحد معلميها الذي التقت معه الزعيم الأسود الراحل مارتن لوثر كنغ.
وشاركت كلينتون خلال دراستها بالمدرسة الثانوية في انتخابات مجلس الطلاب، وانتخبت نائبة رئيس لصفها الدراسي. وفي سنوات تالية، خسرت انتخابات الرئاسة أمام طالبين، وقال لهم أحدهما: “أنت فعلا غبية إذا ظننت أن فتاة يمكن أن تنتخب رئيسة”.
والدة كلينتون كانت تريد لابنتها باستمرار مستقبلا محترفا ومستقلا وواعدا، بعكس الأب التقليدي الذي ظل يعتقد أن مستقبل وفرص ابنته سيظل مقيدا بنوعها.
مرشحة الرئاسة الديمقراطية بدأت حياتها السياسية جمهورية، وتطوعت في صفوف المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية باري غولدووتر أثناء حملة الانتخابات عام 1964.
في جامعة ويلسلي، شغلت هيلاري خلال سنتها الدراسية الأولى منصب رئيسة الجمهوريين الصغار بالجامعة. ولكن في العام الثاني لدراستها الجامعية، أصبحت من أنصار المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية المعادي للحرب، يوجين ماكارثي.
وجاءت نقطة التحول الحاسمة في تحولها من الجمهوريين نحو الديمقراطيين عام 1986 عندما حضرت مؤتمر الحزب الجمهوري في ميامي، وصدمها الخطاب العنصري الذي استخدمه ريتشارد نيكسون ضد منافسه جون روكفلر، وغادرت الحزب إلى غير رجعة.
وأثناء دراستها اللاحقة في جامعة يال، بدأت هيلاري بمواعدة بيل كلينتون في ربيع عام 1971، وعاشا سويا، وبعد انتهاء دراستها بالجامعة، مددتها عاما آخر لكي تظل معه، ولكنها رفضت لاحقا عرضه بالزواج خلال تلك الفترة.
ظلت هيلاري لفترة عازفة عن عروض بيل المتكررة للزواج، ولكنها قررت أن تتبع بيل إلى أركنساس بدلا من البقاء في واشنطن حيث كان المستقبل المهني أكثر إشراقا، وكتبت لحظتها: “قررت أن أتبع قلبي وليس عقلي”.
عام 1975 تزوجت هيلاري، بيل كلينتون وأصرت على الاحتفاظ باسمها هيلاري رودهام لتفادي أي صراعات في المستقبل، وللحفاظ على المسار المهني للزوجين مستقلا.
العربية نت