talal أوكرانيا

الدولة الواحدة .. قلا قلا .. مضاربات بيع البازيلاء

بقلم / د. طلال الشريف


talal أوكرانيايا ريت هو حدا طايل دولة واحدة في فلسطين، هذا هو الحل التاريخي أصلا ، ولكن ؟؟!!

غياب العقل الفلسطيني المنظم يبعث على الشفقة لمستقبل شعبنا حين يستعرض المرء التخبطات التي اجتاحت وتجتاح هذه القيادات الفلسطينية الرخوة “في تصديها للقضية العامة أيا كان حجمها وتأثيرها على الواقع، والأكثر خطورة حين تصديها للمستقبل الفلسطيني أرضا وشعبا”، في الوقت الذي تقف هذه القيادات مستأسدة عنيدة صلبة في تصديها لقضاياها الخاصة وما يتعلق بها كذات ومصالح وعداوات شخصية.

ونحن في موسم إدمان الغزازوة لأكل البازيلاء كنت خارجا من المستشفى حيث يقف بعض الباعة ومنهم باعة البازيلاء فإذا بصوت بائع منهم يجهر بصوته فجأة، تعالوا بازيلاء أربعة كيلو بعشرة شيكل، فانضممت إلى المشترين حيث أوشكت الكمية على النفاذ، وأنا أحمل الكيس ليس بعيدا بخطوات جاء شريك البائع يوبخه على ما فعل من خسائر واشتبكوا بالأيدي، ولكن المشترين كانوا قد غادروا المكان، ولكن لماذا تصرف البائع الأول بهذه الطريقة؟

تجلس في أي سيارة قرب السائق فتسأله عن نوع سيارته، وبكم اشتراها فيقول لك بعشرة آلاف دينار، فتقول له أتبيعني إياها بطنعشر ألف؟  فيوافق ويذهب معك في دقائق لإنهاء عملية البيع، وأنت لا تفكر في الأمر كثيرا وهو كذلك، لماذا نتصرف بهذه الطريقة؟

أحد السماسرة يحضر فجأة لك مشتري لبيتك فيدفع لك مبلغا يزيد عما كلفك البيت، فتبيع في لحظات، لماذا نتصرف بهذه الطريقة؟

تقابل إحدى البنات أو النساء صدفة لوقت قصير فتعرض عليها الزواج فتوافق ولو كنت متزوجا، لماذا نتصرف بهذه الطريقة؟

هذه أمثلة قليلة ولكنها قضايا حياتية إستراتيجية نتصرف بها برعونة، لماذا ؟ وقس عليها الكثير مما تغير في مجتمعنا.

قد يكون غياب العقل المنظم نتيجة لتغييرات الحالة العامة في بلدنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتراجع ثبات القيم والقياسات والعادات مما ألم بنا من قمع للعقل من الاحتلال أو الحكام، قد أدى إلى هكذا تصرفات للمواطنين فضرب حالة الاستقرار الذهني المنظم.

ولو ذهبنا للقائمين على المصالح العليا للشعب الفلسطيني فسنجد العجب العجاب.

غالبية فصائل بيع البازيلاء لهم مشاريع تجارية وعقارات ومؤسسات تبيع وتربح من الشعب فالتجارة في الشعب وهمومه هو الطريق لتحرير فلسطين بالتأكيد .. تشابها بحكام الدول الأخرى .. ولكننا تحت الاحتلال ؟ لماذا يتصرفون هكذا ؟ العقل التجاري لا يمكن أن يكون ثوريا كما قال فلاديمير اليتش أوليانوف لينين رضي الله عنه.

فصيل مقاوم كبير كان يبيع البازيلاء من النهر إلى البحر بعد أربع شهور بالتمام من نجاحه بالانتخابات قلص منطقة البيع إلى حدود سبعة وستين وتراجع من مقاوم مسلح إلى مقاوم شعبي رفض التصدي للعدوان أخيرا خوفا على الحكم ورؤوس الحكام وأموال الأنفاق؟ لماذا تصرف بهذه الطريقة ؟

رئيس اشتبك مع صاحبه بسبب الأولاد فتصالح مع الأنداد ليستقوي بهم على صاحبه الذي دعم ترأسه بكل قوة، وزور مع فرقة بيع البازيلاء المركزية التهم للخلاص من صاحبه، وفرق فصيله شيعا وقبائل وتدميرا، ولازالت عقدة ملاحقة صاحبه تطغى على مصالح الوطن والشعب.

قادة كبار كانوا يخونون أي شخصية تطرح موضوع الدولة الواحدة في العقد الماضي لأنهم منظرون لحل الدولتين، ويعتبرون غير هذا الحل خروجا عن الصف الوطني، الآن يفتتحون بسطة لبيع البازيلاء الواحدة، ويضاربون الباعة الآخرين .. قلا قلا ؟ طرحا جديدا طمعا في خلافة الرئيس ؟؟!!

قد يتحول فجأة هؤلاء، الرئيس والقادة الوطنيين والإسلاميين لبيع البازيلاء في دولة غزة فنحن في آخر موسم البازيلاء وقد نشفت ولم تعد تغري الشارين .. فلا تستغربوا .. البيع مساترة ؟؟

المهم أن يبقى هؤلاء البائعون في السوق، وتخرب بهم ولا تعمر بغيرهم.

نحن الشعب موافقون على كل الخيارات ، خيار الدولتين وخيار الدولة الواحدة وخيار المقاومة وخيار المقاومة الشعبية وخيار الانتفاضة وخيار الثورة على الحكام ، أما خيار بيع البازيلاء الناشفة المؤقتة فلا نوافق عليه، توافق عباس مع حماس أم اختلفوا، هكذا يقول العقل المنظم.

يا الله .. هل القادة قد ضربت عقولهم ؟ أليس القادة هم من المفترض أن عقولهم لا تضرب ، فقد يتأثر نفر من الشعب في تصرفاته فيبيع بيته أو سيارته دون تفكير، ولكن قادة الشعب من المفترض أنهم النخبة .. هل يبيعوا الشعب والقضية؟

أحيانا أصحو من النوم صافي الذهن والمزاج فأتصور كلمة النخبة تساوي النكبة، فحرف الكاف والخاء المختلفين في الكلمتين لو ركبوا بعضهم أيضا يصبحان  .. كخ.

كخ عليكم وعلى عقلكم غير المنظم يا باعة البازيلاء .

20/3/2012م
[email protected]

المقالات التي تنشر تعبر عن رأي صاحبها و ليس بالضرورة عن رأي الموقع

شاهد أيضاً

اوك

العالم يخسر التراث الثقافي لأوكرانيا بسبب العدوان الروسي

مكسيم دورهان / تواصل روسيا سياستها المتعمدة في تدمير ليس فقط المنشآت العسكرية، بل وأيضًا …

اترك تعليقاً