روسيا

روسيا تُخفي بياناتها الديموغرافية بسبب الحرب

أوكرانيا اليوم / كييف / في خطوة تعكس عمق الأزمة التي تمر بها، قرر مكتب الإحصاء الحكومي في روسيا حجب البيانات الديموغرافية عن المواطنين، في ظل الخسائر الفادحة التي تكبدتها البلاد نتيجة الحرب ضد أوكرانيا. فمنذ مارس الماضي، لم تُنشر أي معلومات رسمية تتعلق بانخفاض عدد السكان، أو حركة الهجرة، أو معدلات الوفيات، ما يثير تساؤلات جدية حول الواقع السكاني داخل روسيا. يأتي هذا التعتيم وسط حملة دعائية روسية تُصوِّر البلاد على أنها قوة لا تنضب من حيث الموارد البشرية والمادية، قادرة على خوض حرب طويلة الأمد دون أن تتأثر. تُقلّل الرواية الرسمية من عدد قتلى الجيش، وتُشجّع المواطنين على الانخراط في “العملية العسكرية الخاصة”، لكن الحقيقة الميدانية تُظهر صورة مغايرة تمامًا. فبسبب النقص الحاد في عدد الأفراد، اتجهت الحكومة الروسية إلى إخفاء معظم المؤشرات الديموغرافية، خشيةً من ردود فعل داخلية أو تراجع الروح المعنوية. تُسجّل البلاد تراجعًا حادًا في عدد السكان نتيجة ثلاثة عوامل رئيسية: موجة هجرة جماعية للمواطنين إلى الخارج، انخفاض معدل المواليد، والأهم من ذلك – الخسائر البشرية الكبيرة في الجبهات، نتيجة استخدام استراتيجية “هجمات اللحوم” التي تعتمد على إرسال أعداد كبيرة من الجنود إلى الخطوط الأمامية دون حماية كافية. رغم الترويج المكثف عبر الإعلام الروسي، فإن الحرب لم تعد تحظى بالإجماع الشعبي كما في بداياتها، بل باتت تُهدد مستقبل روسيا الديموغرافي والاقتصادي على المدى البعيد. وبينما يستمر الكرملين في إخفاء الأرقام، تتزايد الأصوات التي تُطالب بالشفافية والمحاسبة، في وقت أصبحت فيه الحقيقة أقوى من أي دعاية.

روسيا

أوكرانيا اليوم

إقرأ المزيد:

إستطلاع:غالبية الأوكرانيين يرفضون التنازل لروسيا عن أراضي

شاهد أيضاً

دنيا

إثم الظن.. بقلم:دنيا الأمل إسماعيل

الحرب التي لا يحبها أحد، والتي لم تكن يوماً خيارًا لنا أو رغبة نتمناها. لن …